اكاديميه الاشهار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اكاديميه الاشهار

استايلات | برامج | خدمات | اكواد تومبيلات | اشهار المواقع | سكربتات | برامج الاشهار | شروحات البرامج | دعم فني | اكواد Css
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Blue
Sharp Pointer

شاطر | 
 

  {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سيف العدالة
سيف العدالة


عضو فضى

معلومات اضافيه
الْجِنْسِ : ذكر
عدد مساهماتك معنا : 476
نْـقٌٍـآطُْـيَـے : 49136
تاريخ الميلاد : 13/02/1980
الْعُمْرَ : 44

  {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}  Empty
مُساهمةموضوع: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}      {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 21, 2011 7:25 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله،
وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

لنتوقف قليلاً عند قاعدة من القواعد القرآنية التي حفل بها كتاب ربنا عز وجل،
تلكم هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى:
{وَالَّذِين جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].


وهذه الآية الكريمة جاءت في ختام سورة العنكبوت،
والتي افتتحت بقوله تعالى:
{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
[العنكبوت: 1 - 3].


وكأن ختام سورة العنكبوت بهذه القاعدة القرآنية:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} هو جواب عن التساؤل الذي قد يطرحه المؤمن ـ
وهو يقرأ صدر سورة العنكبوت التي ذكرنا مطلعها آنفاً ـ
تلك الكلمات العظيمة ـ التي تقرر حقيقة شرعية وسنة إلهية ـ
في طريق الدعوة إلى الله تعالى، وذلك السؤال هو:
ما المخرج من تلك الفتن التي حدثتنا عنها أول سورة العنكبوت؟!
فيأتي الجواب في آخر السورة، في هذه القاعدة القرآنية المحكمة:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
فلا بد من الجهاد ـ بمعناه العام ـ ولا بد من الإخلاص،
عندها تأتي الهداية، ويتحقق التوفيق بإذن الله.

ولا بد لكل من أراد أن يسلك طريقاً أن يتصور صعوباته؛
ليكون على بينة من أمره،
وهكذا هو طريق الدعوة إلى الله، فلم ولن يكون مفروشاً بالورود والرياحين،
بل هو طريق "تعب فيه آدم, وناح لأجله نوح, ورمى في النار الخليل,
وأضجع للذبح إسماعيل, وبيع يوسف بثمن بخس,
ولبث في السجن بضع سنين"(1).

أتدري لماذا أيها القارئ الكريم؟

لأن "الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف؛
وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال.
فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا. وهم لا يتركون لهذه الدعوى،
حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية
عناصرهم خالصة قلوبهم، كما تفتن النار الذهب لتفصل
بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به وهذا هو
أصل الكلمة اللغوي
وله دلالته وظله وإيحاؤه وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب"(2).


"فيا من نصبت نفسك للدعوة،
وأقمت نفسك مقام الرسل الدعاة الهداة تحمَّل كلَّ ما يلاقيك من المحن بقلب ثابت،
وجأش رابط، ولا تزعزعنَّك الكروب؛ فإنها مربِّية الرجال،
ومهذِّبة الأخلاق، ومكوِّنة النفوس.

وإن رجلاً لم تعركه الحوادث،
ولم تجرِّبه البلايا لا يكون رجل إصلاح ولا داعي خَلْقٍ إلى حقٍّ؛
فوطِّن النفس على تحمُّل المكروه،
وابذل كل ما تستطيع من قوة ومال يهدك الله طريقاً رشداً،
ويصلح بك جماعات بل أمماً
[وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ]"(3).


أيها القراء الكرام:

وإذا تبينت صلة هذه القاعدة القرآنية المذكورة في آخر سورة العنكبوت:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ـ بأول السورة،
فإن دلالات هذه القاعدة في ميدان الدعوة كبيرة ومتسعة جداً،
وهي تدل بوضوح على أن من رام الهداية والتوفيق ـ
وهو يسير في طريق الدعوة ـ
فليحقق ذينك الأصلين الكبيرين اللذين دلّت عليهما هذه القاعدة:


1 ـ الأصل الأول:
فهو بذل الجهد والمجاهدة في الوصول إلى الغرض الذي
ينشده الإنسان في طريقه إلى الله تعالى.

2 ـ الأصل الثاني
هو: الإخلاص لله، لقوله ـ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا}
فليس جهادهم من أجل نصرة ذات، ولا جماعة على حساب أخرى،
وليس من أجل لعاعة من الدنيا، أو ركض وراء كرسي أو منصب،
بل هو جهادٌ في ذات الله تعالى.

وإنما نُبّه على هذا الأصل ـ وهو الإخلاص ـ
مع كونه شرطاً في كل عمل، فإن السر ـ والله أعلم ـ
لأن من الدعاة من قد يدفعه القيام بالدعوة، أو بأي عمل نافع،
الرغبة في الشهرة التي نالها الداعية الفلاني،
أو يدفعه نيل ثراء ناله المتحدث الفلاني..
فجاء التنبيه على هذا الأصل الأصيل في كل عمل صالح.

وإذا تقرر أن السورة مكية ـ
على القول الصحيح من أقوال المفسرين ـ
وهو الذي لم تجب فيه بعدُ شعيرة الجهاد بمعناه الخاص ـ
وهو قتال المشركين لإعلاء كلمة الله ـ
فإن ثمة معنى كبيراً تشير إليه هذه القاعدة:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، وهو أن من أبلغ صور الجهاد:
الصبر على الفتن بنوعيها: فتن السراء وفتن الضراء،
والتي أشارت أوائل سورة العنكبوت إلى شيءٍ منها.


أيها المتأمل الكريم:

وهذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
دلت على شيءٍ آخر، كما يقول ابن القيم::
"وهو أن أكمل الناس هدايةً أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد جهاد النفس،
وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا،
فمن جاهد هذه الأربعة في الله، هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته،
ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد...
إلى أن قال:: ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر
إلا من جاهد هذه الأعداء باطناً،
فمن نُصِرَ عليها نُصِرَ على عدوه،
ومن نصرتْ عليه نُصِرَ عليه عدوُه" (4).


وفي كلمات الأعلام من سلف هذه الأمة،
والتابعين لهم بإحسان ما يوسع دلالة هذه القاعدة:
فهذا الجنيد: يقول ـ في تعليقه على هذه القاعدة القرآنية:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ـ:
والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة؛ لنهدينهم سبل الإخلاص.
ولأهل العلم نصيب من هذه القاعدة، يقول أحمد بن أبي الحواري:
حدثني عباس بن أحمد ـ في قوله تعالى:
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} قال:
الذين يعملون بما يعلمون، نهديهم إلى ما لا يعلمون.

وهذا الذي ذكره هذا العالم الجليل هو معنى ما روي في الأثر:
من علم بما عمل، ورّثه الله علم ما لم يعمل، وشاهد هذا في كتاب الله:
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}
[محمد: 17].

وكان عمر بن عبدالعزيز: يقول:
"جهلنا بما علمنا تركنا العمل بما علمنا
ولو علمنا بما علمنا لفتح الله على قلوبنا غلق ما لا تهتدي إليه آمالنا (5).


وفي واقع المسلمين أحوال تحتاج إلى استشعار معنى هذه القاعدة القرآنية:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}:
فمن له والدان كبيران مريضان، بحاجة أن يستشعر هذه القاعدة..

ومن سلك طريق طلب العلم،
فطال عليه بعض الشيء بحاجة أن يتأمل معاني هذه القاعدة..
ومن فرّغ جزءً من وقته لتربية النشء،
والشباب، أو لتعليم أبناء وبنات المسلمين كتابَ الله عز وجل ـ
وقد دبّ عليه الفتور ـ
هو بحاجة ماسّة ليتدبر هذه القاعدة..

وبالجملة، فكلُّ من نصب نفسه لعمل صالح،
سواء كان قاصراً أم متعدياً، فعليه أن يتدبر هذه القاعدة كثيراً،
فإنها بلسمٍ شافٍ في طريق السائرين إلى ربهم،
ويوشك المؤمن أن ينسى كلَّ ما واجهه من تعب ونصب،
إذا وضع قدمه على أول عتبة من عتابات الجنة،

جعلني الله وإياكم ـ ووالدينا وذرياتنا ـ
من أهلها، ومن الدعاة إلى دخولها.


منقول لتعمّ الفائدة


_________________

(1) الفوائد: (42).
(2) في ظلال القرآن.
(3) الكلمة للمنفلوطي، نقلاً عن مقالات لكبار كتاب العربية للدكتور محمد الحمد ـ وفقه الله ـ (1 / 213).
(4) الفوائد: (59).
(5) درء التعارض 4/358.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

العلامات المرجعية


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اكاديميه الاشهار :: اكاديميه المنتديات العامه | General Forums ::   ::   :: القسم الاسلامي العام-
انتقل الى:  
اكاديميه الاشهار
©phpBB | Ahlamontada.com | الإعلاميات و الأنترنت | الإعلاميات | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع
الإعلانات النصية
اكاديميه الاشهارمنتدى أشهار Eshary.comمنتديات احلى عرب منتديات اصحاب الى الابداضف موقعىاضف موقعك
اضف موقعك اضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعك
اضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعك
اضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعكاضف موقعك