كيف تقع المعاصي في رمضان مع أن الشياطين مقيدة بالسلاسل؟قال القرطبي :“فَإِنْقِيلَ : كَيْفَ نَرَى الشُّرُورَ وَالْمَعَاصِيَ وَاقِعَةً فِي رَمَضَانكَثِيرًا ، فَلَوْ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ (أي : سلسلت) لَمْ يَقَعْذَلِكَ ؟فَالْجَوَابُ : أَنَّهَا إِنَّمَا تَقِلُّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْمالَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ , أَوْ الْمُصَفَّدبَعْض الشَّيَاطِينِ وَهُمْ الْمَرَدَةُ لا كُلُّهُمْ كَمَا جاء فِي بَعْضِالرِّوَايَاتِ , أَوْ الْمَقْصُودِ تَقْلِيل الشُّرُورِ فِيهِ ، وَهَذَاأَمْر مَحْسُوس فَإِنَّ وُقُوع ذَلِكَ فِيهِ أَقَلّ مِنْ غَيْرِهِ , إِذْلا يَلْزَمُ مِنْ تَصْفِيد جَمِيعهمْ أَنْ لا يَقَعُ شَرّ وَلا مَعْصِيَةلأَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا غَيْر الشَّيَاطِينِ كَالنُّفُوسِ الْخَبِيثَةِوَالْعَادَات الْقَبِيحَة وَالشَّيَاطِينِ الإِنْسِيَّة اهـ . من فتحالباريإذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطينفهذه فتاوى للشيخ الوادعي رحمه الله تعالى و الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالىو ذلك حول الحديث التالي ..عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين "صحيح الإمام مسلم.. من فتاوى الصيام و القيام للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ...قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ))ومعنى( صفدت الشياطين) أنها تغل،والمراد( بالشياطين )ها هنا كما جاء مقيداً المراد بهم هم مردة الجن وإلا فبقي شياطين الإنس .ذكرنا هذا حتى لا تقول إننا نجد بعض الخصومات ونجد بعض الفتن في رمضان ، فبقي صغار الشياطين ،وبقي شياطين الإنس ، وبقي أيضاً النفس الأمارة بالسوء، وبقي أيضاً جليس السوء والطبع الذي تطبعتعليه من الفتن ومن الخصام ، فبقي أمور غير مردة الجن .... رد إشكال حول حديث ((وفيه تصفد الشياطين))..الشيخ محمد بن صالح العثيمين ...الشيخ محمد بن صالح العثيمين :سؤال 1:بالنسبةلأيامرمضان الجليل يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "فيه تصفدالشياطين"،ومع ذلك نرى أناساً يُصرعون في نهار رمضان، فكيف تصفد الشياطينوبعض الناس يصرعون؟ثم هل معنى الحديث أنه إذا كان هناك بيت مسكون أو منالجن من يتعرض للناس في البر،ويظهر بأشكال مختلفة من حيات وكلاب أنها لاتظهر في رمضان مع العلم أن هناك منزلاً في منطقة... يضع أهله الأغراض فيه،وإذا أتى المساء لا يجدون الأغراض، بل يجدونها خارج المنزل، فهل مثل هذهالحالات فقط تظهر في رمضان، وأن مسألة الصرع هي التي تظهر؟الإجابة:في بعض روايات الحديث: "تصفد فيه مردة الشياطين"، أو "تغل"،وهي عندالنسائي، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية التي موقفنا منها التسليموالتصديق، وأن لا نتكلم فيما وراء ذلك، فإن هذا أسلم لدين المرء وأحسنعاقبة، ولهذا لما قال عبدالله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه: إن الإنسانيصرع في رمضان. قال الإمام: هكذا الحديث ولا تكلَّم في ذا.ثم إن الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس، بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضانسؤال 2:قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة،وغلقت أبواب النار وصفدتالشياطين"، فهل معنى ذلك أن من يموت في رمضان يدخل الجنةبغير حساب؟نرجو من فضيلتكم توضيحهذا الأمر وجزاكم الله خيراً.الإجابة:ليس الأمر كذلك، بل معنى هذا أن أبواب الجنة تفتح تنشيطاً للعاملين، ليتسنىلهم الدخول،وتغلق أبواب النار، لأجل انكفاف أهل الإيمان عن المعاصي، حتىلا يلجوا هذه الأبواب،وليس معنى ذلك أن من مات في رمضان يدخل الجنة بغير حساب، إنما الذين يدخلونالجنة بغير حساب هم الذين وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: "همالذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون"، مع قيامهمبما يجب عليهم من الأعمال الصالحة.سؤال 3:كيف يمكن التوفيق بين تصفيد الشياطين في رمضان ووقوع المعاصي من الناس؟الإجابة:المعاصي التي تقع في رمضان لا تنافي ما ثبت من أن الشياطين تصفد في رمضان، لأن تصفيدها لا يمنع من حركتها،ولذلك جاء في الحديث: "تصفد فيه الشياطين، فلا يخلصون إلى ما يخلصون إليه في غيره"،وليس المراد أن الشياطين لا تتحرك أبداً، بل هي تتحرك، وتُضل من تضل،ولكن عملها في رمضان ليس كعملها فيغيره ....وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :..وصفدت الشياطين : يعني : المردة منهم ، كما جاء ذلك في رواية أخرى .والمردة يعني : الذين هم أشد الشياطين عداوة وعدوانا على بني آدم .والتصفيد معناه الغل ، يعني تغل أيديهم حتى لايخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليهفي غيره ، وكل هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم حق أخبر به نصحا للأمة ، وتحفيزا لها على الخير ، وتحذيرالها من الشر
العلامات المرجعية