حضرات أصحاب الجلالة والفخامة من قادة الدول العربية وفقهم الله لما فيه رضاهوصلاح أمر عباده آمين ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد .. منالحق علي نصحا لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولكم أيها القادةوإسهاما في الإصلاح العام ومعذرة إلى الله عز وجل أن أبعث إلى حضراتكمالوصايا التالية :أولا : تقوى الله عز وجل في جميع الأمور والتواصي بالاستقامة على دينهوتحكيم شريعته والتحاكم إليها ومحاربة ما خالفها من المبادئ والأعمال .لأنكم قادة العرب والمسلمين وبصلاحكم واجتماع كلمتكم على الهدى يصلح اللهشعوبكم وسائر المسلمين إن شاء الله وتعلمون جميعا أنه لا عزة لكم ولا منعةولا هيبة ولا انتصارا محققا ومضمونا على الأعداء إلا بالتمسك بالإسلاموتحكيمه والتحاكم إليه كما جرى على ذلك سلفكم الصالح فأيدهم الله ونصرهمكما وعدهم سبحانه في قوله : إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْوَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ[1] وفي الإسلام حل لجميع المشاكل وإصلاح لجميعالشئون وتحقيق العدالة بين الجميع بأكمل معانيها إذا صلح القصد وبذلتالجهود ووسدت الأمور إلى أهلها .ثانيا : التسامح وصفاء القلوب وتوحيد الصف واتفاق الكلمة على هدف واحدوهو اتباع الشريعة وترك ما خالفها والعمل على إزالة أثر العدوان اليهوديوالقضاء على ما يسمى بدولة إسرائيل نهائيا وتكاتف جميع الجهود والقوى لهذاالغرض النبيل مع الاستعانة بالله والاستنصار به في ذلك عملا بقول اللهسبحانه : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[2] وقوله عزوجل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ[3] وما جاء فيهذا المعنى من الآيات والأحاديث .ثالثا : تكوين جيش مشترك قوي موحد مجهز بأكمل الأسلحة الممكنة تحتقيادة موحدة أمينة مرضية من الجميع تستند إلى مجلس شورى مكون من وزراءالدفاع وأركان الجيش في جميع الدول العربية ومن أحب أن ينضم إليها منالدول الإسلامية ليسير المجلس في جميع شئونه على قواعد ثابتة وأسس مدروسةمن الجميع رجاء بأن يحقق الغرض المطلوب ولا يخفي على حضراتكم ما في هذاالمجلس من الخير العظيم والحيطة والسير على هدي الشريعة وتعاليمها الحكيمةوالعمل بقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم . وَشَاوِرْهُمْفِي الْأَمْرِ[4] وقوله سبحانه في وصف المؤمنين : وَأَمْرُهُمْ شُورَىبَيْنَهُمْ [5]رابعا : الحياد التام وعدم الانحياز إلى كتلة شرقية أو غربية وبذلالجهود على أن تكونوا كتلة مستقلة تستفيد من خبرات غيرها وسلاحه من غيرانحياز أو تدخل من الغير في شئونها الداخلية أو الخارجية ولا يخفى أن هذاالحياد أقرب إلى السلامة في الدين والدنيا وأكمل في العزة والكرامةوالهيبة وأسلم من تدخل الأعداء في شئونكم والاطلاع على أسراركم وقد صح عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل أراد أن يغزو معه يوم بدر ((هلأسلمت)) ؟ قال لا قال ((ارجع فلن نستعين بمشرك)) مع أنه صلى الله عليهوسلم استأجر دليلا مشركا في طريق الهجرة واستعار من بعض المشركين دروعايوم حنين فدل ذلك على أن الاستعانة بسلاح الأعداء والاستفادة من خبرتهم لامانع منهما وليستا بداخلتين في الاستعانة التي نفاها النبي صلى الله عليهوسلم في الحديث السابق إذا لم يكن لهم دخل في شئوننا ولا مشاركة في الجيش .هذا ما بدا لي عرضه على حضراتكم على سبيل الإشارة والإيجاز واللهالمسئول أن يصلح قلوبكم وأعمالكم ويسدد خطاكم ويجمع كلمتكم على ما فيهسعادتكم وسعادة المسلمين جميعا وانتصاركم على عدوكم إنه ولي ذلك والقادرعليه .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . .—————————[1] – سورة محمد الآية 7.[2] – سورة الأنفال الآية 60.[3] – سورة النساء الآية 71.[4] – سورة آل عمران الآية 159.[5] – سورة الشورى الآية 38.
العلامات المرجعية