تأملات... ولكن... شريرة,,,,لن تأتي لدغة قاتلة في الغالب، وهو ما يجعل الأمر سيئًا. فوجع ساعة ولا كل ساعة. على كل حال سأختبئ هنا، وليأتِ ما يأتي.أجمل نهاية لأي شيء أن يكون كل شيء قد انتهى حقًا، وأن ندرك ذلك فجأة، ونحن في انتظار النهاية.الخوف من الموت هو ما يجعل الحياة غير جديرة باسمها، غير جديرة بأن تُعاش.الخوف من الحياة أقسى من الخوف من الموت، وأن نكون مضطرين للاختيار بينهما، بين خوف وخوف، حرية تعيسة هي حرية العبيد الأقنان.الضعف فيلسوف التسامح، وداعية الحب بلا أمل. الضعف هو المحامي عن الذات، الذي يرجع الجريمة إلى سوء الحظ، على التآمر والاضطهاد من جانب المنافسين الخائفين، وأحيانًا إلى الجمال المتهتك للضحية.لا تأمني للحب، فقد يكون غلافًا للكراهية، أو قشرة باطنها الكبرياء. لا تأمني للحب؛ حتى تتأكدي أن محبك عاقل، ووديع، لا عن ضعف، بل ثقة بقوته.لا تفتحي بابك للخائفين؛ لأن ملتمس الأمان يدخل خوفه معه. وسرعان ما يتحول الخوف من ضيف إلى أحد السكان، ثم يطردكما معًا.ماذا يفعل المفلسون، بعد أن يوقفهم الجوع عن التفلسف، بعد أن يرتدوا من جيوب الضحية الفارغة بأيدٍ خاوية؟ إنهم يزيفون النقود لشراء الخبز واللحم والتدخين، ويزيفون المعاني؛ لتبرير إفلاسهم الخلقي، بعد أن تشبع البطون.عندما يكون إنسان ما غاضبًا، ليس بالضرورة أن تتقد عيناه وتتسع حدقتاهما، وينفتح منخاراه ويحمر أنفه ووجهه، وتنتفخ عروق رقبته، بل قد يكون في قمة الغضب ورأسه مطأطئ وعيناه تكنسان موطئ قدميه.عندما يكون إنسان ما غاضبًا، فالخطر الخطر ليس عند ارتفاع ذراعيه بيمناه المضمومة، بل الخطر الأكبر إن انسحب وهو يبتسم ابتسامة حزينة...صفراء.حذارِ أن تغضبي رجلاً من هذا النوع، فضربته لدغة غادرة، تأتي وأنتِ دافئة في حضنه.الطيبون نوعان: الطيب البسيط، والطيب المركب. الطيب البسيط معروف: هو إنسان طيب وكفى. أما المركب، فهو الذي يقمع إنسانًا شريرًا داخله، لكنه لا يستطيع أن يتغلب عليه تمامًا. إنه يظل يعيش في الداخل، منتظرًا اللحظة التي يستطيع فيها أن يعبر عن نفسه، فيغافل الطيب، الملاك، الذي يسكنه، ويأتي بعمل من أعمال الخسة، وقد يكون جريمة قتل.وبالطبع لا تشير أصابع الاتهام لذلك الملاك البريء، الذي هو دليل براءة الشيطان الذي يسكنه.أما المخيف في الأمر فهو أن المسؤولية الجنائية موجودة، وواحدة، فالطيب المركب إنسان واحد لا يتجزأ، يتركب من صدقين متضادين، وغلاف واحد لكتاب مليء بالتناقضات.إذن فالملاك والشيطان يقتتلان معًا؛ لأن الملاك هو الشيطان، وإن ظل ملاكًا طيبًا وبريئًا بصدق! لا تتضايقي مني هذه المرة يا صديقتي لكل هذه التأملات الشريرة. فالواقع أني استيقظت في حالة سيئة جدًا هذا الصباح. لقد خرجت زوجتي دون أن تعمل لي شاي اليقظة بالحليب. وأنا أكره أن أقوم نصف نائم لأصنع لنفسي الشاي؛ لذلك جلست للكتابة، ومازالت خيالات كوابيس تحاوطني.إن الإنسان يحتاج قليلاً من الحب، ولو قطرتين؛ لكي يعمل ويعيش، كوبًا من الشاي بالحليب، تربيتة على الكتف، دعاء طيبًا أو كلمة حنونًا، إطراقة أو ابتسامة. كل البشر أطفال ـ من الثامنة إلى الثمانية والثمانين ـ حتى القتلة منهم والمجرمون.وأنا فقدت طيبتي هذا الصباح؛ لأن زوجتي خرجت، وابني منذ مدة لم أره.أنا الآن مختبئ في حجرتي. مختبئ من ماذا؟ البيت خالٍ، فلماذا أقفلت باب الحجرة، وأدرت فيه المفتاح؟أنا مختبئ ـ في الغالب ـ من شيئين: إما من نفسي ـ ونفسي داخل الغرفة، بل داخل نفسي, وإما من عقاب في الغالب أني أستحقه... يأتي من داخلي أو من صاحب الأمر، وفي كلا الأمرين لن تحول دونه أبواب مغلقة.هل أبخرة الكابوس, بدلاً من أبخرة الشاي, مازالت تحاوطني؟ أم أنني الآن متيقظ تمامًا، وأرى كل شيء، ولأول مرة، بوضوح؟ من ذا يدريني؟ لقد خرجت حبيبتي، ومعها عيناي التي أرى بهما، وأنا والكلبة البيضاء في انتظارها.من روائع ماكتب الاستاذ بهاء جاهينفي امان الله
مشكوووووووووووووووووووووووربالتوفيقجزاك الله كل خيرالله يعطيك العافية
العلامات المرجعية